حلب تحت التوتر.. اشتباكات بين الحكومة السورية وقسد وسط مخاوف مدنية ودبلوماسية
عادت مدينة حلب السورية إلى دائرة الاهتمام الدولي بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين القوات الحكومية و«قوات سوريا الديمقراطية – قسد»، في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية شمال المدينة. الاشتباكات، التي استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، أسفرت عن إصابات محدودة بين المدنيين والأمن الداخلي، وأدت إلى نزوح عشرات العائلات وتعطل بعض الأنشطة الاقتصادية.
الحوادث الأخيرة تعكس هشاشة الوضع الأمني في المدينة، وتعقد جهود إعادة تطبيق اتفاقات سابقة، لا سيما اتفاق 10 مارس، الذي يسعى إلى دمج «قسد» ضمن مؤسسات الدولة السورية.
واتهمت وزارة الداخلية السورية «قسد» بمهاجمة الحواجز المشتركة مع الجيش بشكل مفاجئ، ما أدى إلى إصابة عنصرين من الأمن الداخلي والجيش، وإحداث إصابات بين المدنيين والدفاع المدني.
وأوضحت الوزارة أن «قسد» أطلقت النار رغم الاتفاقات المبرمة، مستغلة مواقعها في حي الشيخ مقصود والأشرفية، فيما أشار بيان وكالة الأنباء السورية «سانا» إلى استخدام قوات «قسد» رشاشات ثقيلة وقذائف آر بي جي والهاون لاستهداف مناطق الأشرفية والمنطقة الممتدة من دوار شيحان حتى دوار الليرمون، ما أدى إلى نزوح العائلات وعمال المصانع وإغلاق الطريق الدولي بين غازي عنتاب وحلب.
وفي المقابل، نفت «قسد» أي مسؤولية عن الهجوم، مؤكدة أن فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع السورية هي من بدأت التصعيد على حاجزها في دوار الشيحان. وأشارت إلى أن الهجوم يمثل استمرارًا لنهج تصعيدي يهدد أمن المدينة وحياة المدنيين، ويكشف ضعف الحكومة في السيطرة على فصائلها المسلحة.
وأكدت «قسد» أن قوات الحكومة شنت هجومًا بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على الأحياء الكردية، وأن المدنيين والأمن الداخلي اتخذوا جميع التدابير لحماية أنفسهم.
ونفى الجيش السوري تنفيذ أي هجوم على مواقع «قسد»، مؤكداً أن الأخيرة هي من أطلقت النار على نقاط القوات الحكومية بشكل مفاجئ، ما أدى إلى إصابات محدودة. وأوضح الجيش أن قواته ترد على مصادر النيران بهدف حماية المدنيين والمنشآت الحيوية.
وأكد المرصد أن الاشتباكات استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، أبرزها رشاشات الدوشكا، وأوضح أن حاجزًا مشتركًا لقوات «الأسايش» وقوات الأمن العام تعرض لهجوم مسلح نفذته فصائل تابعة للحكومة، ما أسفر عن إصابة عنصرين من الأسايش. وأضاف المرصد أن قوات الأسايش ردت فورًا على الهجوم، مع استنفار أمني واسع في محيط المنطقة.
وأدت الاشتباكات إلى نزوح عشرات العائلات من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، وتعطل أنشطة المصانع المحلية، وأغلق الطريق الدولي الرابط بين غازي عنتاب وحلب، ما يزيد من المخاطر الإنسانية ويضعف الحركة الاقتصادية في المدينة.
